إسرائيل: تصاعد الهجمات على الصحفيين منذ بدء الحرب في غزة

تعرضت الصحفية الفلسطينية هناء محاميد يوم في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، في مكتب بريد في مدينة "كفار سابا"، للمضايقة والتهديد من قبل مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين، من بينهم مراسل القناة .12 الإسرائيلية. ويدين الاتحاد الدولي للصحفيين هذا الاعتداء ويدعو السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات ملموسة ضد مناخ الخوف والترهيب

تلقت الصحفية الفلسطينية هناء محاميد، مراسلة قناة "الميادين" التلفزيونية اللبنانية في القدس، مكالمة هاتفية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، لتسلّم ظرف بريدي من مكتب بريد مدينة "كفار سابا "في وسط إسرائيل. وفي اليوم التالي، ذهبت محاميد إلى مكتب البريد ووجدت نفسها محاطة بأفراد عرّفوا عن أنفسهم بأنهم صحفيون إسرائيليون، ومن بينهم حاييم إتجار، مراسل القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية. وبحسب محاميد، فقد تم الإعتداء عليها ومضايقتها وأتهموها بنشر "أخبار كاذبة" عن الجيش الإسرائيلي.

وذكرت الصحفية، على الهواء لقناة الميادين يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني، أن ما يسمى بـ"طاقم الصحفيين" لاحقها بعد خروجها من المبنى ومنعها من ركوب السيارة. وقضية المحاميد ليست سوى واحدة من الأمثلة العديدة التي تسلط الضوء على مناخ الخوف والترهيب والإكراه الذي يتعرض له يوميا الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام في إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة.

 

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر أن الشرطة الإسرائيلية تضايق الصحفيين الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية والذين يغطون الحرب لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

وتم الاعتداء على فريق "بي بي سي نيوز" العربية واحتجازهم تحت تهديد السلاح، يوم14 تشرين الأول/أكتوبر،  بعد أن أوقفتهم الشرطة في "تل أبيب" على الرغم من أن سيارتهم كانت تحمل علامة واضحة تشير إلى أنها  تابعة لمؤسسة إعلامية. وروى أحد الصحفيين أنه حاول تصوير الحادثة ولكن قامت احد افراد الشرطة برمي هاتفه على الأرض.

وكما تعرض منزل الصحفي وكاتب العمود الإسرائيلي "إسرائيل فراي" يوم 14 تشرين الثاني/أكتوبر، لهجوم من قبل حشد من الأفراد اليمينيين المتطرفين، بعد أن أعرب فراي عن تضامنه مع الفلسطينيين. وأطلق الحشد قنابل مضيئة في السماء وهددوه بالقتل.

وكانت  قناة "سكاي نيوزعربية" قد ذكرت يوم 7 تشرين الاول/أكتوبر أن طاقمها تعرض للاعتداء من قبل الشرطة الإسرائيلية في مدينة "عسقلان" الجنوبية. وبحسب مراسل القناة "فراس لطفي"، فإن عناصر الشرطة صوبوا البنادق نحوه وأمروه بخلع ملابسه وصادروا هواتف الطاقم وطردوهم من مكان تواجدهم .

وقال أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: " "إننا ندق ناقوس الخطر بشأن مناخ الترهيب الذي يواجهه الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام في إسرائيل، والذي تفاقم منذ بداية الحرب في غزة. بل إنه أكثر خطورة. ومن المثير للقلق أن نرى الصحفيون يفشلون في الوفاء بمسؤولياتهم المهنية وينخرطون في مضايقة وترهيب زملائهم، كما في حالة زميلتنا هناء محاميد. إن الهجمات المتزايدة والضغط المتزايد على الصحفيين يسلطان الضوء على الحاجة الملحة لقيام السلطات الإسرائيلية بالتحقيق في أعمال العنف ضد الصحفيين".