الإفلات من العقاب: الصمت يكلف الأرواح

يدعو الاتحاد الدولي للصحفيين بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين (2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى إدانة وإعتقال والتحقيق مع أولئك الذين يقتلون ويضايقون الصحفيين، وسن تشريعات واضحة وقابلة للتنفيذ لحماية الصحفيين

من أمر بقتل آنا بوليتكوفسكايا، وجمال خاشقجي، وأرشد شريف، وخافيير فالديز كارديناس، ومارتينيز زوغو، وجميع الصحفيين الآخرين الذين ظل قتلتهم دون عقاب؟

بالرغم من خطة عمل الأمم المتحدة لسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، التي  تم إعتمدتها في عام 2012 والتي تهدف إلى خلق "بيئة حرة وآمنة للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام"، إلا انه لم يتم بذل الكثير من الجهد لتقديم قتلة الصحفيين إلى العدالة، وإجراء تحقيقات مستقلة في الهجمات ضد العاملين الإعلاميين، وتوفير البيئة الآمنة اللازمة للصحفيين للقيام بواجباتهم.

وقُتل ما لا يقل عن 30 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ويثير هذا العدد من القتلى تساؤلات حول ما إذا كان الصحفيون في غزة مستهدفين عمداً.

و حسب الإتحاد الدولي للصحفيين فحتى ارتداء معدات السلامة المهنية لا تكفي لتوفير الامان والمحافظة على الحياة عندما يصبح الصحفييون  وعائلاتهم أهدافًا في الحرب .

ويشعر الاتحاد الدولي للصحفيين بقلق بالغ إزاء حالات الإفلات من العقاب في الكاميرون، والهند، وكوسوفو، والمكسيك، حيث إن استهداف الإعلاميين، أوعدم إسجابة السلطات في تقديم القتلة إلى العدالة يوحي أن ذالك أصبح ممارسة عادية للإفلات من العقاب.

ووفقاً للأمم المتحدة، يتم التحقيق بشكل كاف في حالة واحدة فقط من كل عشرة صحفيين مقتولين.

ووراء كل إحصائية مأساة إنسانية: موت، اختطاف، أسرة بلا أم أو أب أو أخ أو أخت.

ويطالب الاتحاد الدولي للصحفيين مرة أخرى ،  بإجراء تحقيق كامل ومستقل في جميع عمليات القتل أو الاعتداء على الصحفيين أو تخويفهم، واعتماد وثيقة ملزمة تجبر حكومات العالم على التحرك.

وقالت دومنيك براداليي رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين: "إن الصحفيون المستهدفون – المستهدفون بشكل مباشر – والمطاردون كالطرائد البرية – هم ضحايا أعداء حرية الصحافة. من سيحقق ومن سيقدم الجاني إلى العدالة؟ لقد حان وقت وضع حد لهذه المذبحة، التي لا تؤثر على مناطق الحرب فحسب، بل أيضًا على قاعات التحرير في المكسيك والهند وبيرو وصربيا. يجب على الأمم المتحدة أن تعتمد إتفاقية دولية خاصة بسلامة الصحفيين والمهنيين الإعلاميين الاخرين وإستقلاليتهم"

ويحث الاتحاد الدولي للصحفيين الأمم المتحدة وحكومات العالم على دعمها