فلسطين: مقتل شيرين أبو عقلة ضاعف من خوف الصحفيين في الميدان

تعمل عرين العملة كمراسلة صحفية لتلفزيون فلسطين في مدينة الخليل منذ 10 سنوات، وهي عضو في شبكة مدربات ومدربي السلامة المهنية للاتحاد الدولي للصحفيين في العالم العربي والشرق الأوسط،، وحاصلة على درجة الماجيستير في دراسات المرأة. تستعرض عرين العملة في هذه المقابلة أهم التحديات التي تواجه الصحفيات في فلسطين بشكل يومي، وتتحدث عن تأثير مقتل الصحفية شيرين أبوعقلة على الصحفيين، وتقدم نصائح حول السلامة المهنية في الميدان.

تعملين كمراسلة لتلفزيون فلسطين. ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهينها كصحفية في  فلسطين ؟

تكمن التحديات بشكل عام في وضع فلسطين تحت الاحتلال، مما يضطر الصحفي أو الصحفية إلى التواجد في أماكن بالغة الخطورة، وتعرض حياته في كثير من الأحيان إلى الخطر.

وما زاد هذا الوضع تعقيداً هواستهداف الصحفيين بشكل مباشر، ولكوني امرأة فإن هذا يضاف إلى الصعوبات الأخرى التي نواجهها كصحفيات ميدانيات نمارس عملنا في مجتمع غير متحرر تماماً من القيود المجتمعية التقليدية إزاء ممارسة إمرأة لمهن كهذه.

وثّق آخر تقرير لنقابة الصحفيين الفلسطينيين 479 انتهاكًا بحق الصحفيين الفلسطينيين في النصف الأول من عام 2022. هل تعرضت إلى موقف تم فيه المساس بحقوقك كصحفية ؟

تعرضت كباقي زملائي وزميلاتي الصحفيات عشرات المرات إلى انتهاك حق الوصول للمعلومة، بالإضافة إلى انتهاك حق التعبير والنشر خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما سبق احتجازي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصادرة أوراقي الثبوتية ودفعي جسدياً في حادثة أخرى بهدف إعاقة التغطية الصحفية بعد مصادرة المعدات وتحطيمها في مرات أخرى. بالإضافة إلى تعرضي لشظايا قنابل صوتية واختناقي بالغاز أثناء استهداف الطواقم الصحفية خلال عدة مواجهات.

قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عقله في أيار/مايو 2022 برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتها غارة في جنين. كيف أثر ذلك على الصحفيين وعلى المجتمع ، خاصة وانها كانت شخصية بارزة في العالم العربي ؟ و ماهو أثر ذلك على سلامة الصحفيين في فلسطين ؟

ضاعف مقتل شيرين أبو عاقلة الخوف لدى الصحفيين من النزول إلى الميدان...، شيرين المعروفة لدى الجميع اغتيلت بهذه الطريقة ،ما فاقم الوضع لدى الصحفيين في فلسطين عامةً بأن لا أحد منا آمن. وانعكس مقتلها على المجتمع بصدمة استمرت طويلاً لخذلان المجتمع إزاء ما يمكن أن يحدث لمن يحاول إيصال صوتهم للعالم.

إلتحقت مؤخرا بشبكة مدربي السلامة المهنية للاتحاد الدولي للصحفيين، في العالم العربي والشرق الأوسط. لماذا اخترت أن تكون جزءًا من هذا البرنامج؟ ولماذا تعتقدين أن البرنامج مناسب للمنطقة ؟

إن برنامج السلامة المهنية مع الاتحاد الدولي للصحفيين والذي كان لي الشرف بأن أكون مدربة معتمدة في مواضيعه هو أهم ما يمكن أن يتعلمه الصحفي أو الطالب المقبل على مهنة الصحافة ليكون لديه الحد الأدنى من معايير السلامة الشخصية التي قد تنقذ حياته. ونتيجة ولادتي وعملي في منطقة تصنف على أنها من أكثر مناطق العالم سخونة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، لا بد أن تكون ثقافة السلامة المهنية لدى جميع الصحفيين والصحفيات في هذه المنطقة.

ما هي المهارات التي يحتاج الصحفيون إلى تطويرها عند إعداد التقارير من فلسطين مقارنة بالدول المجاورة ؟

على الصحفيين التخطيط للتغطية قبل النزول للميدان لأن معرفة جغرافية المكان مهمة بالقدر الواجب اتخاذه للحماية الشخصية من لباس وغيره.

فمعرفة الوضع المقبل عليه الطاقم الصحفي من الأشخاص المنخرطين وأماكن تواجدهم والأسلحة المستخدمة تجنب الصحفي التخبط في التغطية والوقوع في الأخطاء. إعداد قائمة تقييم المخاطر هي الخطوة الأولى لتجنب التعرض للخطر.

هل ترين أن هنك إقبال أكبر للنساء للعمل في مجال الصحافة في فلسطين مقارانة بالأعوام الماضية ؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا ؟

حين بدءت ممارستي للعمل الصحفي الميداني، منذ 10 سنوات وعلى وجه الخصوص في مدينة الخليل على سبيل المثال كان عدد الصحفيات الميدانيات لا يكاد يتجاوز الثلاثة. أما اليوم فقد يصل عددهن إلى أكثر من عشرة في تطور ملحوظ لثقافة النساء أنفسهن والبيئة في بعض الأحيان.

ماهي رسالتك للصحفيات في اليوم العالمي  للمرأة والذي يصادف الثامن مارس/أذار ؟

أهنئ كافة النساء الملهمات لدورهن في نهضة المجتمعات وما يقدمنه من دروس عظيمة تحفز الكثير من النساء لمحاولة إصلاح واقعهن.