إتهم النائب وائل رزوق خلال كلمته أمام مجلس النواب، الصحفيين بنشر أفكار مضللة وبث افكار مسمومة ووصفهم بأصحاب "الأقلام المدفوعة مسيقا". وانتخب رزوق لعضوية مجلس النواب عن الدائرة الثالثة بمحافظة اربد شمال الأردن، وهي ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان. وقد حاول الدفاع عن نفسه بالقول أنه كان يقصد فقط "بعض الإعلاميين". غير ان ماجاء في بداية كلامه في وصف الإعلام "بالأصفر" يشير لعكس ذلك.
ويواجه قطاع الإعلام الأردني (كغيره من دول المنطقة) أزمة خانقة نتيجة جائحة كورونا تهدد الاعلام المستقل وتنذر بانهياره. ولكن هذه الأزمة الهعميقة هي أيضا نتيجة اخفاق متواصل للبرلمانات والحكومات الأردنية المتعاقبة في تبني بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة، تعزز من المساءلة الاعلامية وتحافظ على حرية الصحافة واستقلاليتها .
وقد تصاعدت أشكال القمع والتضييق تجاه الصحفيين والإعلام في الإردن خلال الفترة الماضية، حيث إعتقلت الاجهزة الامنية الصحفي جمال حداد الذي يعمل في موقع "الوقائع الاخباري" في 24( كانون الاول/ديسمبر2020) على خلفية مقال كتب فيه ان بعض المسؤولين في البلاد اخذو لقاح كورونا من دون الاعلان عن وصوله الى البلاد ثم اطلقت سراحه لاحقا بكفالة لحين المحكمة. كما أوقفت رسام الكاريكاتير عماد حجاج يوم الأربعاء 26 آب/اوغسطس2020 بتهمة "تعكير العلاقات مع دولة شقيقة" من خلال رسم كاريكاتير نشره على موقع "العربي الجديد" وتم إخلاء سبيله بعدها بأربعة ايام.
وفي 9 نيسان/ أبريل 2020 تم اعتقال فارس الصايغ مدير "قناة رؤيا" ومعه مدير الأخبار ومقدم برنامج نبض البلد في الفناة محمد الخالدي. والسبب حسبما نلقته وسائل إعلامية هو مقابلات تلفزيونية أظهرت مواطنين يتذمرون من الأوضاع الاقتصادية جراء قرار حظر التجول الذي فرضته السلطات لمكافحة تفشي جائحة كورونا، وهو ما اعتُبر إساءة لمجهودات الدولة في سبيل السيطرة على تفشي المرض.
واكدت نقابة الصحفيين الأردنيين في بيان لها رفضها التام لإتهامات وتصريحات النائب وائل رزوق التي "لا تخلو من الشعبوية وتمس بدور المؤسسات الإعلامية" مطالبة رزوق بالإعتذار عما ورد منه وبالكشف عن المعلومات والحقائق التي بنى عليها إتهاماته.
وقال أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: " إن الصحافة النقدية هي الضامنة للديمقراطية وأساس التنمية المستدامة. يجب على الحكومات والبرلمانات توفير بيئة تشريعية وتنظيمية ملائمة لازدهار الصحافة بدلا من الضلوع في هجمات رخيصة ضد الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية. إننا نطالب صناع السياسات في الأردن الوفاء بوعودهم المتكررة بحماية الحقوق الاقتصادية والمهنية للصحفيين العاملين في المملكة."
والأردن هو الدولة العربية الثالثة التي وقعت على إعلان حرية الإعلام في العالم العربي في (16/تشرين الاول/ أكتوبر 2016)، ويتألف الإعلان من ديباجة، و 16 مبدأ يحدد المتطلبات التشريعية والتنظيمية لضمان حرية الإعلام بما في ذلك حقوق الصحفيين وواجباتهم التي تقتضيها أخلاقيات المهنة.