كردستان العراق: وقف الإرسال يهدد حرية الإعلام

أوقفت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، يوم 7 كانون الاول/ديسمبر، الإرسال الإذاعي والتلفزيوني لشبكة "إن أر تي" لمدة أسبوع، بحجة عدم "التزامها بالمعايير الصحفية" حسب تصريحات لوزارة الثقافة والرياضة والشباب. ويضم الاتحاد الدولي للصحفيين صوته لنقابة الصحفيين في إقليم كردستان العراق في إدانة القرار ويحث السلطات على إلغائه فورا، امتثالا لقوانين الاعلام في الإقليم.

اقتحمت القوات الأمنية المحلية الكردية (الأسايش) فجر يوم 7 كانون الاول/ ديسمبر مقر قناة "إن أر تي" في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، على الحدود الإيرانية، حيث اوقفت بثها لمدة أسبوع وصادرت بعض أجهزتها بقرار حكومي. وأوضح بيان لوزارة الثقافة والشباب والرياضة "أن اغلاق القناة جاء لعدم التزامها بالتعليمات الخاصة بتنظيم المجال الإعلامي المرئي والمسموع، والتصرفات غير المسؤولة في هذا الوقت الصعب".

 ورغم قرار إيقاف بث القناة لمدة أسبوع ولغاية 13 كانون الاول /ديسمبر إلا أن موقعها الإلكتروني لم يتعرض للحجب، إذ نشرت عبره صور لمركبات القوات الامنية التي حاصرت المبنى. 

وفي وقت سابق غطت قناة "إن أر تي" الاحتجاجات التي اندلعت في محافظة السلمانية بسبب تأخر رواتب الموظفين، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وغياب الخدمات الأساسية.

وجدير بالذكر أن القناة مملوكة "لشاسوارعبد الواحد قادر"، وهو رئيس كتلة "الجيل الجديد"، ورجل أعمال وسياسي  واشتهر بمعارضته لاستفتاء استقلال اقليم كوردستان عن العراق في 25 أيلول/سبتمبر 2017،  وفاز بأربعة مقاعد في مجلس النواب في الانتخابات التشريعية العراقية عام 2018 .

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها قناة "إن أر تي" للمضايقات، ففي آب / أغسطس2020 أغلقت حكومة إقليم كردستان مكتبي القناة ذاتها في أربيل ودهوك لمدة شهر بسبب تغطيتها احتجاجات للمدرسين، ولبثها برامج مناهضة لسياسات الحكومة، وكما منع الصحفيين من العمل تحت طائلة مصادرة اجهزتهم في حال مخالفة التعليمات.

وليست المؤسسات الإعلامية وحدها التي تتعرض للضغط والملاحقة في اقليم كردستان العراق، وإنما تطال هذه الملاحقة الصحفيين في الإقليم. ففي 20سبتمبر/أيلول ألقي القبض على الصحفي ورئيس "المركز المتوسطي للدراسات الاقليمية"  بهروز جعفر بتهمة التشهير بعد شكوى من الرئيس العراقي برهم صالح.

وقالت نقابة الصحفيين في إقليم كردستان العراق: " إننا في لجنة الدفاع عن الحريات الصحفية وحقوق الصحفيين ندين تصرف الأجهزة الأمنية وندعو لإلغاء قرار غلق قناة "إن أر تي" والتعامل بشكل قانوني مع المؤسسات الإعلامية والصحفيين. وعلى الجهات الأمنية الالتزام ببنود "قانون35 "  للعمل الصحفي في إقليم كردستان العراق لوضع حد للانتهاكات، وندعو الصحفيين إلى العمل وفق أسس المهنية مع الاحداث تجنبا لأي صراع."

وقال يونس مجاهد رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين: " إن منع الوسائل الإعلامية من القيام بعملها  لا يثمر إلا في زيادة الغضب والإحباط. على حكومة إقليم كردستان العراق الكف عن إسكات زملائنا الصحفيين  وتقويض التعددية الإعلامية. نتوجه إلى زملائنا في كردستان العراق لمواصلة  جهودهم في إنتاج الصحافة النقدية.  فهي الضامنة للديمقراطية".