العراق: الاتحاد الدولي للصحفيين يرحب بلجنة المتابعة الجديدة لمواجهة التهديدات ضد الصحفيين

زار وفد من الاتحاد الدولي للصحفيين بغداد في 14و15 تشرين الاول/ أكتوبر الجاري للمشاركة في عدد من الاجتماعات والمشاورات التي نظمتها نقابة الصحفيين العراقيين لمواجهة ازمة السلامة الإعلامية وإفلات المعتدين على الصحفيين من العقاب. وقد اجتمع وفد الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين العراقيين بداية مع مدراء مؤسسات إعلامية ورؤساء تحرير، وصحفيين واكاديميين، في نقش ركز على أهمية تولي اصحاب المؤسسات الإعلامية مسئولياتهم في حماية موظفيهم. ثم اجتمع الوفد مع "اللجنة الوطنية العراقية لسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب" لمراجعة أداء السلطات في التصدي لهذه الظاهرة وتعزيز سلامة الصحفيين.

 

واجتمع الوفد في 14 تشرين الأول / أكتوبر مع ما يزيد على خمسين من قياديا إعلامية لاستعراض أزمة السلامة التي يواجهها الصحفيون الحالية واستخلاص الدروس لمواجهتها مستقبليا.

 

واتفق المشاركون على اقتراحين رئيسيين:

اولاً: إنشاء صندوق سلامة للصحفيين العراقيين بمساهمات مالية من أصحاب المؤسسات الإعلامية، ونقابة الصحفيين العراقيين،  والاتحاد الدولي للصحفيين. وستستخدم ميزانية الصندوق لتوفير تدريب سلامة إعلامية للصحفيين، وانتاج نشرات تثقيفية بالاضافة إلى حملة تركز على حقوق الصحفيين بالحصول على تدريب وتأمينات ملائمة.

ثانياً: برنامج تعزيز قدرات المؤسسات الاعلامية في مجال السلامة المهنية. بحيث تقوم المؤسسات بتخصيص ضابط سلامة مهنية من ضمن كادرها على أن يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين بالإشراف على تدريبهم وتأهيلهم كضباط سلامة إعلامية. ليكونوا بعدها قادرين على وضع بروتوكولات السلامة والحماية للمؤسسات الاعلامية، وخطط السلامة المهنية للمراسلين الميدانيين وتنظيم تدريب لصحفي المؤسسة.

 

وقال منير زعرور، مدير السياسات والبرامج في الاتحاد الدولي الصحفيين في العالم العربي والشرق الأوسط: "إن التزام أصحاب العمل بـ"مسئولية الرعاية" للعاملين لديهم يعد شرطا ضروريا لتعزيز السلامة المهنية في قطاع الإعلام في العراق. وإننا نطالب المؤسسات الاعلامية  بالتوقف عن ارسال طواقمها الى الخطوط الامامية من دون تدريب كاف، أومعدات الوقاية، أوتأمين ملائم".

 

وفي 15 تشرين الأول / أكتوبر، عقب اجتماع نظمته نقابة الصحفيين العراقيين والاتحاد الدولي للصحفيين مع "اللجنة الوطنية العراقية لسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب" تم الاتفاق على البدء في إنشاء "لجنة متابعة للسلامة المهنية" تعمل على متابعة التحقيقات في الاعتداءات على الصحفيين والتهديدات التي يتعرضون لها. 

على أن يرأس لجنة المتابعة هذه قاضي من مجلس القضاء الأعلى، وأن تضم محققين وممثلين عن قسم الاعلام والعلاقات في وزارة الداخلية. وستتولى اللجنة متابعة التحقيقات في التهديدات الموجهة للصحفيون بالاضافة إلى تقييم هذه التهديدات لتوفير حماية لهم عند الضرورة.

 

وقال أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: "يعي الاتحاد الدولي للصحفيين تماما حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها الصحفيون في العراق بسبب الحرب المستمرة منذ نحو 15 عاما. وإننا نرحب بتصميم المسئولين العراقيين ببذل كل الجهود لوضع حد للاعتداءات على الصحفيين بما في ذلك تاسيس لجنة المتابعة. وإننا ملتزمون بالعمل مع نقابة الصحفيين العراقيين، وقطاع الإعلام والجهات الرسمية في العراق من أجل تعزيز سلامة الصحفيين في العراق، وتوفير التدريب والخبرات للصحفيين والمؤسسات الاعلامية لتقليل المخاطر التي يواجهونها. "

 

وقال مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين : "إننا نرحب بتجديد الجهات الرسمية في العراق التزامها بسلامة الصحفيين والعمل كل ما في وسعها لتقديم المعتدين إلى العدالة. كما أننا نلتزم من جهتنا بدعم برنامج السلامة المهنية للصحفيين العراقيين، ونرحب بالتزام المؤسسات الإعلامية بمسئولياتها في هذا الإطار. وستعمل النقابة على تخصيص فقرات تتعلق بحقوق الصحفيين في الحصول على تدريب ملائم وتأمينات في مسودات الاتفاقات الجماعية التي ستبدأ النقابة التفاوض عليها مع المؤسسات الإعلامية في الأسابيع المقبلة. "

 

ومن جهته، فقد دعا الاتحاد الدولي للصحفيين ممثلين عن الوزارات والجهات الرسمية الممثلة في "اللجنة الوطنية العراقية لسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب" إلى لقاء بحثي في مقره في بروكسل خلال الشهور الستة المقبلة لاستعراض الدور الذي تقوم به لجنة المتابعة وكيفية تعزيزه.

 

ويذكر أن مكتب اليونسكو في العراق قد شارك في الاجتماع مع "اللجنة الوطنية" في 15 تشرين الأول / أكتوبر. وتم التأكيد على استعداد اليونيسكو لدعم الجانب العراقي في مساعيهم الرامية إلى إنهاء العنف ضد الصحفيين ووضع حد للإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.

 

ويجدر الذكر انه وفقا لإحصائيات نقابة الصحفيين العراقيين فقد قتل ما يزيد على 460 صحفيا وعاملا إعلاميا فى العراق خلال السنوات الـ 15 الماضية. وقد أدرج الاتحاد الدولي للصحفيين العراق هذه السنة في قائمة البلدان التي ستركز عليها حملة الإتحاد السنوية ضد الافلات من العقاب والتي ستبدأ في الثاني من شهر تشرين ثاني / نوفمبر القادم.

 

 

صورة لنقابة الصحفيين العراقيين