نقابتا الصحفيين في العراق تتحديان العنف وتؤكدان التزامهما بحملات السلامة والحقوق الصحفية

في سلسلة من اللقاءات عقدت هذا الأسبوع في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان - العراق، أعلنت نقابة الصحفيين العراقيين ونقابة صحفيي كردستان التزامهما بدعم الحملة الجديدة الهادفة إلى الدفاع عن حقوق الصحفيين رغم الخسارات الثقيلة التي أوقعتها الحرب بالصحافة خلال السنوات الخمس الماضية والتي حصدت حياة ما يزيد على 280 عاملا في الإعلام.

 

وكان الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع كلا النقابتين قد دعوا إلى عقد هذه الاجتماعات التي حضرها خمسين مشاركا من القيادات النقابية والصحفيين من كل أنحاء العراق.

 

ورغم التقدم الملحوظ الذي تحقق هذه السنة على الوضع الأمني في العراق، إلا أن خطر تجدد المواجهات ما زال قائما بالإضافة إلى الهجمات على الاعلاميين والتي ما زالت مستمرة. وكانت آخر حالات القتل الذي يستهدف للصحفيين قد جرت قبل عدة أسابيع عندما تم اطلاق النار على الصحفي سوران مامه حمه في مدينة كركوك، وكان يعمل مراسلا لمجلة ليفين الصادرة باللغة الكردية، مما أدى إلى وفاته نتيجة هذه الإصابات.

 

وقال المجتمعون في بيانهم أنه "من الضروري ان تتعاون كلا النقابتين، والسلطات العراقية، والمؤسسات الإعلامية في تنفيذ استراتيجية سلامة مهنية فاعلة، وفي الترويج للتضامن والمصالحة داخل البلد." وقام الاتحاد الدولي للصحفيين مع عضويه في العراق باطلاق حملة تطالب بوضع حد لإفلات قتلة الصحفيين من العقاب.

وقد كرر المجتمعون مطالبهم التي لم تتحقق بأن تقوم السلطات العراقية بنشر نتائج التحقيق في حادثة مقتل القائد النقابي الراحل شهاب التميمي في شهر شباط الماضي. وجاء في البيان الصادر عن اللقاء بأن "الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها ان تظهر السلطات العراقية التزامها بملاحقة اللقتلة وعدم إفلاتهم من العقاب ووضع حد للمأساة التي تواجهها غالبية الصحافة العراقية هي من خلال اتخاذ خطوات جادة وحقيقية لجلب قتلتهم أمام العدالة." كما وطالب المجتمعون ان يعمل مجلس النواب العراقي وبرلمان كردستان على تشريع "قانون حماية الصحفي" في العراق و "تنظيم العمل الصحفي" كردستان.

 

وقد استغل الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة صحفيي كردستان ونقابة الصحفيين العراقيين فرصة هذا اللقاء لترسيخ تعاونهم في سبيل تطوير عمل المجموعة العراقية للسلامة الإعلامية، وهي منظمة تم تأسيسها السنة الماضية بالتعاون فيما بينهم بالإضافة إلى المعهد الدولي للسلامة الإخبارية. وقد تم الاتفاق على افتتاح مركز للسلامة في مدينة اربيل خلال الأسابيع القادمة.

 

كما وتضمنت اللقاءات سلسلة من النقاشات حول تمكين الصحفيات، حيث كشفت هذه النقاشات حاجة حقيقية لتحسين وضع الصحفيات في كلا النقابتين. واعلن قادة النقابتان التزامهم بوضع مساواة النوع الإجتماعي في صلب برنامج عملهما.

 

وقد شارك في هذه اللقاءات السيدة جنان قاسم، وزيرة شؤون المرأة في حكومة اقليم كردستان، حيث أعلنت دعمها الكامل لمطالب الصحفيات، ولكنها أكدت أيضا على أنه قد حان الوقت لأن تتقدم الصحفيات العراقيات إلى الصفوف الأمامية لقيادة هذا النضال. وتم الاستناد إلى حملة الاتحاد الدولي للصحفيين الإقليمية "شريكات في القيادة النقابية"، التي تم اطلاقها في بداية هذه السنة في تونس، لوضع الخطوط العريضة لبرنامج عمل وطني يهدف إلى تشجيع الصحفيات العراقيات للانخراط في العمل النقابي وترشيح انفسهن للانضمام إلى الهيئات القيادية للنقابات.

 

وقد تناولت اللقاءات قضايا الصحافة الأخلاقية وبرنامج العمل النقابي. حيث تم الاتفاق على تنظيم برنامج جديد للتدريب النقابي لكلا النقابتين بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر حول الصحافة الأخلاقية والاستقلال التحريري في بغداد. ويظل العمل على هذه القضايا من الأوليات المهمة في البلد، حيث ما زال هناك حاجة ماسة لتدعيم المهنية، والأخلاق الصحفية، وقدرة الإعلام على مقاومة الضغوطات السياسية.

 

 

للمزيد من المعلومات اتصل على الاتحاد الدولي للصحفيين: 003222352205

يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين اكثر من 600000 صحفي في 120 دولة حول العالم.