دليل الصحفيين - تغطية حقوق الانسان

يتمتع الصحفيون بولاية واسعة لجمع المعلومات ونشرها أمام الجمهور من خلال وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة، ولعل دورهم العام لا يشمل الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكن العديد منهم يقومون بذلك، لا سيما عندما يغطون في تقاريرهم قضايا مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان ويشهدون على أفعال وأعمال في هذا السياق.

 ولا شك أن الانتهاكات الروتينية لحقوق الإنسان التي نعاني منها اليوم تشكل أكبر عقبة في التنمية في الدول التي تعاني من الصراعات العنيفة، أو في الدول التي يؤدي فيها الجهل والفقر للمساس بالحقوق السياسية للإنسان.

يتمتع الاتحاد الدولي للصحفيين بسجل طويل في توفير وتسهيل التدريب المتخصص للصحفيين حول القوانين والتشريعات والسياسات العامة الوطنية والدولية. ولا شك أن المناقشات والمناظرات حول التحديات التي يواجهها الصحفيون عند إعداد التقارير الصحفية بشأن الصراعات والمساواة والتسامح، إلى جانب دور الإعلام في بناء الديمقراطية المدعومة بالصحافة الأخلاقية، كلها تعتبر هامة وأساسية في مساعدة الصحفيين على التحري وجمع المعلومات وإعداد التقارير الصحفية حول انتهاكات حقوق الإنسان.

وتلعب الاتحادات الصحفية أيضًا دورًا هامًا في هذا السياق، لا سيما فيما يتعلق بدعم  ثقافة صحفية لا ترتبط بأية وجهة نظر سياسية، وذلك كي يتمكن الصحفيون من دعم بعضهم البعض حتى ولو كانوا يتبنون وجهات نظر سياسية مختلفة .

يعدًّ دليل الصحفيين في إعداد التقارير الصحفية حول القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان أحد الوسائل العديدة التي يوفرها الاتحاد الدولي للصحفيين لتعزيز معارفهم وخبراتهم في مجال حقوق الإنسان بشكل عام، وكذلك منحهم لمحة تاريخية مفصلة حول نشأة القوانين الإنسانية المحلية والدولية، بالإضافة إلى توضيح المصطلحات المعقدة ونقل المهارات العملية الأساسية.

وفي ظل تفاقم الأزمة العالمية والانكماش الاقتصادي وانتشار الإرهاب واحتدام الصراعات وتغير المناخ وانتشار الفقر والمرض، أصبح العالم يحتاج بشكل أكبر إلى خلق مجتمع من الصحفيين أكفاء واثقين من أنفسهم وحذرين، وغرس فيهم ثقافة قوية من الديمقراطية واحترام القوانين الدولية والمحلية التي تحمي حقوق الناس، بالإضافة إلى تسليحهم بالمعرفة اللازمة لتحطيم جدران التحيز والجهل، وفي نفس الوقت الدفاع عن الصالح العام.

وحتى وقت ليس ببعيد، كان النقاش حول الإعلام والديمقراطية يركز على أهمية الحوار الذي يشكل صميم العملية الديمقراطية، ولكن الحوار ينفع فقط عندما تتوفر صحافة مطلعة وتتمتع بالمصداقية. ولا شك أن دور الصحفيين في هذا الموضوع يعدّ فريدًا بحيث يتحاشوا أن تكون تقاريرهم ذات طابع سياسي لكي لا يعرضوا استقلالية الصحافة للخطر.

ووفي النهاية لا بد من الإشارة إلى أن تعزيز الحركة النقابية في الصحافة يكمن في أن تقوم  الصحافة بدورها كعنصر فاعل ملتزم يبني، على مدى سنين متواصلة من المساهمة، أسسًا لكشف الظلم والمساعدة في تحقيق التقدم العدالة الإجتماعية وترسيخ معنى أعمق للحضارة والإنسانية.

جيم بوملحة

رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين - 2015