اليمن: دراسة مسحية تثير مخاوف إستقلالية وسائل الإعلام وحقوق الصحفيين

تقرير جديد لنقابة الصحفيين اليمنيين يظهر مدى التأثير السلبي للحرب على وسائل الإعلام اليمنية منذ 2014.

أظهرت دراسة أجرتها نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين تحت عنوان" ملكية وسائل الإعلام وإستقلالية الصحافة في اليمن" شملت 365 وسيلة إعلام متنوعة بين القنوات التلفزيونية، والإذاعات والصحف، والمجلات، والمواقع الإلكترونية أن غاليبتها مملوكة بشكل مباشر أو غير مباشر لأطراف متورطة في الحرب اليمنية التي إستمرت ثماني سنوات.
مايعكس الأثر المضر للحرب على الإعلام اليمني، و تقويض الإستقلال الصحفي والحقوق الإجتماعية والمهنية للصحفيين.

النضال من أجل استقلالية وسائل الإعلام
أكدت الدراسة أن العامل المشترك الذي يطغى على غالبية وسائل الإعلام التي تم بحثها هو افتقارها إلى الاستقلالية كونها تابعة لأطراف النزاع، وبشكل خاص الإعلام التلفزيوني، حيث تدعم 23 قناة فضائية من أصل 26 قناة، الأطراف المتحاربة في اليمن، وهي أداة حاسمة يستخدمها أطراف النزاع لتوصيل وجهات نظرهم وأفكارهم .
وأشار التقرير إلى انه من بين 60 إذاعة تمت دراستها، هناك 42 إذاعة تابعة لأطراف النزاع، ومن بين 132 صحيفة ومجلة ، توجد 100 منها تابعة إما للحوثيين أو لحكومة الأمر الواقع.
إغلاق وسائل الإعلام
أشارت الدراسة إلى أنه من بين 365 وسيلة إعلام، تعمل 200 وسيلة فيما توقفت 165 وسيلة بسبب الحرب وتأثيراتها، ومن بين 26 قناة تلفزيونية، ما زالت 22 قناة فقط تعمل. ولا تزال 54 محطة إذاعية محلية تعمل، بينما توقفت 6 محطات إذاعية. وكما تواجه المواقع الإخبارية اتجاهاً مماثلاً وتستهدفها رقابة الحوثيين. وكانت الصحف والمجلات الأكثر تأثرًا بالحرب، إذ إن 119 من بين 132 صحيفة ومجلة، سواء يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية، تعرّضت للإغلاق بسبب الحرب وتبعاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية، و"لا تزال تعمل سوى 13 صحيفة فقط".
ولم يتأثر قطاع الراديو بهذا الإغلاق وتم إنشاء 36 محطة إذاعية محلية جديدة منذ بدء الحرب تعمل في محافظات مختلفة في اليمن بمافي ذلك لمناطق النائية.
الصحفيون في أماكن الخطر
كما كان للحرب وتأثيرها على وسائل الإعلام تأثير مباشر على ظروف عمل الصحفيين في جميع غرف التحرير. فحسب التقرير لا توجد سوى 40 وسيلة إعلام تبرم عقود مع الصحفيين، ورغم ذلك فان العقود لا تضمن كافة الحقوق الاقتصادية والمالية والتأمينية للصحفيين، ولا تتناسب مع طبيعة العمل الصحفي ومخاطره.